حان الوقت لتغيير الحديث
في دولتنا بالذات. في إسرائيل تحديداً. الدولة التي اجتمع فيها أشخاص يحملون ندبات وشحنات تاريخية من الملاحقة، اللجوء، الظلم، التمييز والعنف على خلفية عنصرية. عندنا بالذّات تتفشى العنصرية الآخذة بالتعاظم في الحياة اليومية وتصل إلى ذروتها من خلال تصرفات فظّة، أعمال غير لائقة وحديث هجومي عبر الشبكات الاجتماعية.
للعنصرية وجوه كثيرة. هنالك عنصرية واضحة وعنصرية خفيّة. هنالك عنصرية عنيفة وعنصرية متأنّقة. لكن من وراء هذه الكلمة يقف أشخاص. أطفال وطفلات. شبّان وشابات. آباء وأمهات. أجداد وجدّات. أشخاص من مختلف ألوان الطيف الإسرائيلي. من الممكن أن يشعر كل من يُعتبر “آخراً” – على جلده – بهذا الجرح، وهو مؤلم. العنصرية تؤلم. حتى عندما لا يُسمع صوتها. ليس بالإمكان إخفاء العنصرية بالأفكار. فحتى الأفكار تُرى وتُسمع، والأفكار تخلق واقعا.
العنصرية تشقّقنا. إنها تدفع بالكثيرين إلى خارج نطاق الإسرائيلية. تزيد من عمق الفجوات، وتجعلنا مجتمعاً ضعيفا ومفتتاً وتدمّر قاعدتنا الأخلاقية. إنها تهديد لوجودنا لا يقلّ خطراً عن التهديدات الأمنية الخارجية.
نحن مجموعة من الناس الذين يشعرون بأنه أصبح من الواجب وضع حد لهذا الأمر. نحن بالذات، الأشخاص القادمون من قلب المؤسسة الأمنية، التجارية والجماهيرية في إسرائيل، من الواجب علينا أن نستغل قوتنا الجماهيرية من أجل التأثير والانتصار على العنصرية. وقف الحديث العنصري المتهور في الشبكة، التمييز في الدخول إلى الأماكن العاملة والمواقع الترفيهية، الاستهتار في مقابلات العمل، الشك الموجود في الحيّز العام، أن نخلق مجتمعا صحياً ومعافى.
العنصرية هي لغة الضعفاء. تقدّموا.
عام 2020 هو عام الخروج في معركة ضد العنصرية في المجتمع الإسرائيلي. عام سنقصي فيه على العنصرية ونخرجها من مشهد حياتنا.
إذاً، تعالوا ووقّعوا. تعالوا لنظهر باننا قادرون على ما هو مختلف. بأننا لسنا ضعفاء. بأن الإسرائيلية كبيرة بما يكفي وقوية بما يكفي لاستيعاب الجميع. تعالوا ووقّعوا وسننتصر على العنصرية.
